من طرف ع ا ص م الإثنين مايو 31, 2010 4:32 pmرسوم إقامة صيوان عزاء
توفي إلى رحمة مولاه ( الجزولي عوض الجزولي) جد ( كمال) الموظف بالضرائب و… و… وبينما كان النعي يذاع نشرة الثالثة كان ( كمال) ومعه نفر من أهله قد توجهوا لاستخراج ( شهادة الوفاة) حتى يتم ستر الجثمان بعد صلاة العصر كما جاء في الخبر… وعند الموظف المعني باستخراج الشهادة وبعد أن شرح له كمال الأمر بإدارة سائلاً:
- انتو ح تعملوا صيوان ؟
- ايوه لكن دا دخلو شنو في شهادة الوفاة ؟
- كيف ! ما أنتو لو ح تعملوا صيوان لازم تعملوا تصديق…
- اعمل تصديق ؟ كدي أشرحها لي دي… ( في اندهاش)
- طيب أشرحها ليك.. أنت هسع لو عندك زواج مش بتعمل تصديق للفرح ؟؟ أهو دا تصديق
( للعزاء)…
- والقانون دا عملوهو متين ؟
- شنو ليهو زمن بس أنت الظاهر ما في زول مات ليك ( ولان الظروف ظرف وفاة والجنازة لسه ما انسترت لم يود كمال أن يناقش الموظف كثيراً
- اها الرسوم بتاعت التصديق دي كم ؟
- والله بتعتمد على حاجات كثيرة
- ذي شنو ؟
- أنتو الصيوان ال ح تعملوهوا دا كم من كم
- قول يا أخي 10 متر × 20 متر
- والفراش ح ياخد كم يوم ؟
- قول ثلاثة يوم لأنو عندنا ناس جايين من بره.
- وح تجيبوا ناس يقرو ( قرآن) ؟
- لا ما ح نجيب
طيب يا سيدي ( وهنا أخذ يقرأ من ورقة أمامه ويقوم بالتضريب على الآلة الحاسبة الرقمية التي أمامه..طيب 10متر× 20 متر تبقى المساحة 200 متر طيب ميتين في ألف متين ألف زائد…
- يا خونا ما تخارجنا.. الجنازة لسه ما دفناها
- خلاص الجمعة طلعت ميتين وخمسين ألف..
أخرج ( كمال) من جيبه ( رزمة) من ( الورق الكبار) وأعطى الموظف المبلغ .. وبعدها سلمه الموظف ( التصديق) وفقه معه شهادة الوفاة..وفيما كمال يغادر المكتب كان الموظف يخاطبه صائما كمن نسى شيئاً..
- يا خونا يا خونا انتو الصيوان بتاعكم دا ح يكون في الشارع وإلا في الحوش.. ألا أن كمال كان قد غادر فعلاً.
في بيت البكاء:-
تمت مواراة جثمان ( حاج الجزولى) الثري.. وعاد مشيعي الجنازة إلى المنزل ليجدو أولاد الحي قد قاموا بعمل الصيوان.. ورص الكراسي.. وضع حافظات المياه الباردة ورش المكان وربط توصيل اللمبات كما لم ينسوا أن يضعوا فرده صيوان للطباخ.
انقضى اليوم الأول وفي اليوم الثاني وبينما الجميع يتناولون وجبه الغداء إذ بعربة تحمل لوحد صفراء حكومية تقف وترجل منها ثلاثة أشخاص حسبهم الجميع بأنهم زملاء لكمال في مصلحة الضرائب.
- الفاتحة
- الفاتحة
يا ولد جيب ليك صينية غداء هنا.. وتناول الثلاثة الغداء والشاي والماء البارد بعدها تتنحنح أحدهم وسأل الشخص الذي يجلس بجواره.
- الزول المات دا مش أسمو الجز ولي
- أيوه
- طيب يا أخي بالله خلي الزول من قرايبو يجينا
وهنا أخذ الشخص يصيح … يا كمال … يا كمال … وجاء كمال وبعد أن شالوا معه الفاتحة..
- يا أخي الحقيقة نحن من إدارة متابعة تصاديق صيوانات العزاء .. بس يعني لو سمحت ممكن تورينا التصديق.
- طبعا .. طبعا ( واخرج لهم كمال التصديق من جيبه) بدأ رئيسهم يقرأ وبعد أن تم قراءة التصديق
- وبدهشة كمال اخرج الرجل مترا من جيبه وبدأ في قياس أبعاد الصيوان وبعد أن أكمل المهمة بمعاونة مرافقيه وكمال يتابعهم بعينة وكذلك عدد ممن كانوا في الفراش عاد الرجل وقال مخاطبا كمال
- يا أخي الأبعاد بتاعت الصيوان دا اكبر من الموجودة في التصديق
- يا أخي اصلو الأولاد عملوا الصيوان دا ونحنا كنا في المقابر
- الحكاية بسيطة الفرق مش كبير يعني ح يطلع مائه وعشرين ألف بس.. وكمان ندكم قطعة صيوان للطباخ مشيرا إلى القطعة التي كانت تبرز من خلف حيط الشارع تكون الجمعة مائه وسبعين ألف…
- كان كمال زول فاهم وعاقل جداً وهو يعلم أن أي اعتراض سوف يعترضه الممكن أن يمثل تعطيل لموظف حكومي أثناء أداء عمله ومن سوف يخضع لمحاكمة هو في غنى عنها لذلك طلب كمال من الشخص الماسك الكشف أن يعطيه المبلغ والذي سلمه لرئيسهم والذي اخرج دفترا من م جيبه وقبل أن يكتب الإيصال انتحى بكمال جانباً همس في أذنه..
- يا أخي انتو طبعا الفراش دا بيكون أرهقكم والمنصرف فيهو كثير أيه رائك نعمل ليك تخفيض ونسيب حكاية الإيصال دي.
وهنا بدأ على كمال استياء شديد فهو أي كمال يعمل معلما ولم يحدث أن قام بتقديم أي رشوة لآي شخص في حياته.. ويشمئز من هذا الأسلوب ولا يرتضيه لذلك لم يكن من كمال إلا أن خاطب الموظف قائلا
- يا زول اكتب إيصالك وبالمبلغ كلوا
وهنا اسقط في ي الموظف وبدا عليه الارتباك فقام بسرعة بكتابة الإيصال وتسليمه إلى كمال ثم غادر المكان هو ومن معه.
بعد حوالي أسبوع توفي إلى رحمة مولاه الحاجة زينب زوجة المرحوم الحاج الجزولى أسفاً وحزنا على وفاة زوجها.. وكان على كمال أن يقوم باستخراج شهادة الوفاة لها ولكنه تذكر كيف انه فراش حاج الجزولى قد كلف تصديق الصيوان الكثير في المال والجهد.. فرأى هذه المرة أن ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.
الإذاعة:-
في استقبال الإذاعة تقدم كمال وأعطى بطاقته الشخصية لموظف الاستقبال طالبا منه أن يقوم بإذاعة خبر وفاة الحاجة زينب وفوجئ بالموظف بعد أن قرأ صيغة الخبر يسأله.
- وأنتو ما ح تعملوا فراش
- ايوه
- يعني ح ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن
- ايوه
- طيب يا شيخنا امشي في الأول لموظف داك عشان يطلع ليك تصديق انتهاء العزاء بانتهاء مراسم الدفن
وكان وجه الموظف المسئول عن التصديق مألوف لدى كمال
- أنت ما عرفتني
- لا
- يا أخي أنا الزول الطلع ليك تصديق صيوان جدك الجزولى قبل أسبوع
- ومالك جابوك هنا
- ما نقلونا ثم سلمه لقراره ليوقعه مفاده أن يلتزم أهل المتوفي بعدم إقامة صيوان وان ينتهي العزاء بعد انتهاء مراسم الدفن
- وحينما اخذ كمال الإيصال وأراد الانصراف ناداه الموظف
- يا خونا ما دفعت حق الإقرار
توفي إلى رحمة مولاه ( الجزولي عوض الجزولي) جد ( كمال) الموظف بالضرائب و… و… وبينما كان النعي يذاع نشرة الثالثة كان ( كمال) ومعه نفر من أهله قد توجهوا لاستخراج ( شهادة الوفاة) حتى يتم ستر الجثمان بعد صلاة العصر كما جاء في الخبر… وعند الموظف المعني باستخراج الشهادة وبعد أن شرح له كمال الأمر بإدارة سائلاً:
- انتو ح تعملوا صيوان ؟
- ايوه لكن دا دخلو شنو في شهادة الوفاة ؟
- كيف ! ما أنتو لو ح تعملوا صيوان لازم تعملوا تصديق…
- اعمل تصديق ؟ كدي أشرحها لي دي… ( في اندهاش)
- طيب أشرحها ليك.. أنت هسع لو عندك زواج مش بتعمل تصديق للفرح ؟؟ أهو دا تصديق
( للعزاء)…
- والقانون دا عملوهو متين ؟
- شنو ليهو زمن بس أنت الظاهر ما في زول مات ليك ( ولان الظروف ظرف وفاة والجنازة لسه ما انسترت لم يود كمال أن يناقش الموظف كثيراً
- اها الرسوم بتاعت التصديق دي كم ؟
- والله بتعتمد على حاجات كثيرة
- ذي شنو ؟
- أنتو الصيوان ال ح تعملوهوا دا كم من كم
- قول يا أخي 10 متر × 20 متر
- والفراش ح ياخد كم يوم ؟
- قول ثلاثة يوم لأنو عندنا ناس جايين من بره.
- وح تجيبوا ناس يقرو ( قرآن) ؟
- لا ما ح نجيب
طيب يا سيدي ( وهنا أخذ يقرأ من ورقة أمامه ويقوم بالتضريب على الآلة الحاسبة الرقمية التي أمامه..طيب 10متر× 20 متر تبقى المساحة 200 متر طيب ميتين في ألف متين ألف زائد…
- يا خونا ما تخارجنا.. الجنازة لسه ما دفناها
- خلاص الجمعة طلعت ميتين وخمسين ألف..
أخرج ( كمال) من جيبه ( رزمة) من ( الورق الكبار) وأعطى الموظف المبلغ .. وبعدها سلمه الموظف ( التصديق) وفقه معه شهادة الوفاة..وفيما كمال يغادر المكتب كان الموظف يخاطبه صائما كمن نسى شيئاً..
- يا خونا يا خونا انتو الصيوان بتاعكم دا ح يكون في الشارع وإلا في الحوش.. ألا أن كمال كان قد غادر فعلاً.
في بيت البكاء:-
تمت مواراة جثمان ( حاج الجزولى) الثري.. وعاد مشيعي الجنازة إلى المنزل ليجدو أولاد الحي قد قاموا بعمل الصيوان.. ورص الكراسي.. وضع حافظات المياه الباردة ورش المكان وربط توصيل اللمبات كما لم ينسوا أن يضعوا فرده صيوان للطباخ.
انقضى اليوم الأول وفي اليوم الثاني وبينما الجميع يتناولون وجبه الغداء إذ بعربة تحمل لوحد صفراء حكومية تقف وترجل منها ثلاثة أشخاص حسبهم الجميع بأنهم زملاء لكمال في مصلحة الضرائب.
- الفاتحة
- الفاتحة
يا ولد جيب ليك صينية غداء هنا.. وتناول الثلاثة الغداء والشاي والماء البارد بعدها تتنحنح أحدهم وسأل الشخص الذي يجلس بجواره.
- الزول المات دا مش أسمو الجز ولي
- أيوه
- طيب يا أخي بالله خلي الزول من قرايبو يجينا
وهنا أخذ الشخص يصيح … يا كمال … يا كمال … وجاء كمال وبعد أن شالوا معه الفاتحة..
- يا أخي الحقيقة نحن من إدارة متابعة تصاديق صيوانات العزاء .. بس يعني لو سمحت ممكن تورينا التصديق.
- طبعا .. طبعا ( واخرج لهم كمال التصديق من جيبه) بدأ رئيسهم يقرأ وبعد أن تم قراءة التصديق
- وبدهشة كمال اخرج الرجل مترا من جيبه وبدأ في قياس أبعاد الصيوان وبعد أن أكمل المهمة بمعاونة مرافقيه وكمال يتابعهم بعينة وكذلك عدد ممن كانوا في الفراش عاد الرجل وقال مخاطبا كمال
- يا أخي الأبعاد بتاعت الصيوان دا اكبر من الموجودة في التصديق
- يا أخي اصلو الأولاد عملوا الصيوان دا ونحنا كنا في المقابر
- الحكاية بسيطة الفرق مش كبير يعني ح يطلع مائه وعشرين ألف بس.. وكمان ندكم قطعة صيوان للطباخ مشيرا إلى القطعة التي كانت تبرز من خلف حيط الشارع تكون الجمعة مائه وسبعين ألف…
- كان كمال زول فاهم وعاقل جداً وهو يعلم أن أي اعتراض سوف يعترضه الممكن أن يمثل تعطيل لموظف حكومي أثناء أداء عمله ومن سوف يخضع لمحاكمة هو في غنى عنها لذلك طلب كمال من الشخص الماسك الكشف أن يعطيه المبلغ والذي سلمه لرئيسهم والذي اخرج دفترا من م جيبه وقبل أن يكتب الإيصال انتحى بكمال جانباً همس في أذنه..
- يا أخي انتو طبعا الفراش دا بيكون أرهقكم والمنصرف فيهو كثير أيه رائك نعمل ليك تخفيض ونسيب حكاية الإيصال دي.
وهنا بدأ على كمال استياء شديد فهو أي كمال يعمل معلما ولم يحدث أن قام بتقديم أي رشوة لآي شخص في حياته.. ويشمئز من هذا الأسلوب ولا يرتضيه لذلك لم يكن من كمال إلا أن خاطب الموظف قائلا
- يا زول اكتب إيصالك وبالمبلغ كلوا
وهنا اسقط في ي الموظف وبدا عليه الارتباك فقام بسرعة بكتابة الإيصال وتسليمه إلى كمال ثم غادر المكان هو ومن معه.
بعد حوالي أسبوع توفي إلى رحمة مولاه الحاجة زينب زوجة المرحوم الحاج الجزولى أسفاً وحزنا على وفاة زوجها.. وكان على كمال أن يقوم باستخراج شهادة الوفاة لها ولكنه تذكر كيف انه فراش حاج الجزولى قد كلف تصديق الصيوان الكثير في المال والجهد.. فرأى هذه المرة أن ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.
الإذاعة:-
في استقبال الإذاعة تقدم كمال وأعطى بطاقته الشخصية لموظف الاستقبال طالبا منه أن يقوم بإذاعة خبر وفاة الحاجة زينب وفوجئ بالموظف بعد أن قرأ صيغة الخبر يسأله.
- وأنتو ما ح تعملوا فراش
- ايوه
- يعني ح ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن
- ايوه
- طيب يا شيخنا امشي في الأول لموظف داك عشان يطلع ليك تصديق انتهاء العزاء بانتهاء مراسم الدفن
وكان وجه الموظف المسئول عن التصديق مألوف لدى كمال
- أنت ما عرفتني
- لا
- يا أخي أنا الزول الطلع ليك تصديق صيوان جدك الجزولى قبل أسبوع
- ومالك جابوك هنا
- ما نقلونا ثم سلمه لقراره ليوقعه مفاده أن يلتزم أهل المتوفي بعدم إقامة صيوان وان ينتهي العزاء بعد انتهاء مراسم الدفن
- وحينما اخذ كمال الإيصال وأراد الانصراف ناداه الموظف
- يا خونا ما دفعت حق الإقرار
