حديث دار بين رسول الله صلى الله عليه
و سلم و إبليس
الحديث طويل : الرجاء قراءته كله لأنه طويل جدا و مفيد .
"عن معاز بن جبل رضي الله عنة , عن إبن عباس قال : كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار ,
في جماعة فنادا منادي : يا أهل المنزل : أتاذنون لي بالدخول و لكم إلي حاجةً !!!!!
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أتعلمون من المنادي !!
فقالوا : الله و رسوله أعلم .
فقال رسول الله : هذا إبايس اللعين لعنه الله تعالى .
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتاذن لي يا رسول الله أن أقتلة !!.
فقال النبي : مهلا يا عمر أما علمت أنه من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم !. لكن أفتحوا له الباب فأنه مأمور , فأفهموا عنه ما يقول وأسمعوا منه ما يحدثكم .
قال أبن عباس رضي الله عنهما : ففتح له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور و في لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير , و أنيابه خارجة كأنياب الخنزير و شفتاه كشفتي الثور .
فقال السلام عليك يا محمد : السلم عليكم يا جماعة المسلمين .
فقال النبي : السلام لله يا لعين , قد سمعت حاجتك ما هي , فقال له إبليس : يا محمد ما جئتك أختيارا و لكن جئتك إضطرارا .
فقال النبي : و ما الذي إضطرك يا لعين ,
فقال : أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعلى يأمرك أن تاتي لمحمد و أنت صاغر ذليل متواضع و تخبره كيف مكرك ببني آدم و كيف إغواءك لهم , و تصدقه في إي شيْ يسألك , فوعزتي و جلالي لإن كذبته بكذبة واحده و لم تصدقه لأجعلنك رمادا تذروه الرياح و لأشمتن الأعداء بك , و قد جئتك يا محمد كما أمرت فأسال عما شئت فإن لم أصدقك فيما سألتني عنه شمتت بي الأعداء و ما شيْ أصعب من شماتت الأعداء .
فقال رسول الله : أن كنت صادقا فأخبرني من أبغض الناس إليك !!.
فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله إليِ , و من هو على مثلك .
فقال النبي : ماذا تبغض أيضا!! .
فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالى .
قال : ثم من !!
فقال : عالم ورع
قال : ثم من !!
فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة
قال : ثم من !!
فقال : فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد و لم يشك ضره
فقال : و ما يدريك أنه صبور !!
فقال : يا محمد أذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاث أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين.
فقال : ثم من.
فقال : غني شاكر .
فقال النبي : و ما يدريك أنه شكور !.
فقال : أذا رأيته يأخذ من حله و يضعه في محله .
فقال النبي : كيف يكون حالك أذا قامت أمتي إلى الصلاة.
فقال : يا محمد تلحقني الحمى و الرعده .
فقال : و لم يا لعين .
فقال : أن العبد أذا سجد لله سجدةً رفعه الله درجة .
فقال : فأذا صاموا !.
فقال : أكون مقيدا حتى يفطروا .
فقال : فأذا حجوا !
فقال : أكون مجنونا .
فقال: فأذا قرأوا القرآن !
فقال: أذوب كما يذوب الرصاص على النار .
فقال : فأذا تصدقوا !.
فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين .
فقال له النبي : و لم ذلك يا أبا مره !!!!.
فقال : أن في الصدقة أربع خصال . . و هي أن الله تعالى ينزل في ماله البركة , وحببه إلى حياته , و يجعل صدقته حجابا بينه و بين النار , و يدفع بها عنه العاهات و البلايا .
فقال له النبي : فما تقول في أبي بكر !
فقال: يا محمد لم يطعني في الجاهلية فكيف يطعني في الإسلام .
فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب !.
فقال : و الله ما لقيته إلا و هربت منه .
فقال : فما تقول في عثمان بن عفان !.
فقال: أستحي ممن أستحت منه ملائكة الرحمن .
فقال : فما تقول في علي بن أبي طالب !.
فقال : ليتني سلمت منه رأسا برأس و يتركني و أتركه و لكنه لم يفعل ذلك قط.
فقال رسول الله : الحمد لله الذي أسعد أمتي و أشقاك إلى يوم معلوم .
فقال له إبليس اللعين : هيهات هيهات . . و أين سعادة أمتك و أنا حي لا أموت إلى يوم معلوم !! و كيف تفرح على أمتك و أنا أدخل عليهم في مجاري الدم و اللحم و هم لا يروني , فو الذي خلقني و أنظرني إلى يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين . . جاهلهم و عالمهم و أميهم و قارئهم و فاجرهم و عابدهم إلا عباد الله المخلصين .
فقال : و من هم المخلصون عندك !!
فقال : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم و الدينار ليس بمخلص لله تعالى , و أذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم و الدينار و لا يحب المدح و الثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته , و أن العبد مادام يحب المال و الثناء و قلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم !! .
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد , أما علمت أن حب الرئاسة من أكبر الكبائر , و إن التكبر من أكبر الكبائر .
يا محمد أما علمت أن لي سبعين ألف ولد ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وكلته بالعلماء و منهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز , أما الشبان فليس بيننا و بينهم خلاف و أما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا , و منهم من قد وكلته بالعباد و منهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلى حال و من باب إلى باب حتى يسبُوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص و هم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص و ما يشعرون .
أما علمت يا محمد أن ( برصيص ) الراهب أخلص لله سبعين سنه , كان يعافي بدعوته كل من كان سقيما فلم أتركه حتى زني و قتل و كفر و هو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى " كمثل الشيطان أذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال أني برئ منك أني أخاف الله رب العالمين "
أما علمت يا محمد أن الكذب مني و أنا أول من كذب و من كذب فهو صديقي , و من حلف بالله كاذبا فهو حبيبي , أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم و حواء بالله أني لكما لمن الناصحين . . فاليمين الكاذبة سرور قلبي , و الغيبه و النميمة فاكهتي و فرحي , و شهادة الزور قرة عيني و رضاي , و من حلف بالطلاق يوشك أن يأثم و لو كان مرة واحدة و لو كان صادقا , فإنه من عود لسانه بالطلاق حرمت عليه زوجته !!! ثم لا يزالون يتناسلون إلى يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمه .
يا محمد أن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة . . كل ما يريد أن يقوم إلى الصلاة لزمته فأوسوس له و أقول له الوقت باقٍ و أنت في شغل , حتى يؤخرها و يصليها في غير وقتها فيضرب بها في وجهه , فإن هو غلبني أرسلت إليه واحده من شياطين الإنس تشغله عن وقتها , فأن غلبني في ذلك تركته حتى أذا كان في الصلاة قلت له أنظر يمينا و شمالا فينظر . . فعند ذلك أمسح بيدي على وجهه و أقبل ما بين عينيه و أقول له قد آتيت ما لا يصح أبدا , و أنت تعلم يا محمد أن أكثر الإلتفات في الصلاة يضرب , فإذا صلى وحده أمرته بالعجله فينقرها كما ينقر الديك الحبة و يبادر بها , فإن قلبني و صلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسة قبل الإمام و أضعه قبل الإمام و أنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته , و يمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة , فإن قلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة , فإن قلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه ( فمه) دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصا في الدنيا و حبا لها و يكون سميعا مطيعا لنا , و أي سعادتا لأمتك و أنا آمر المسكين أن يدع الصلاة و أقول ليس عليك صلاة أنما هي على للذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالى يقول " ولا على المريض حرج " و إذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافرا فإذا مات تاركا للصلاة و هو في مرضه لقي الله تعالى و هو غضبان عليه , يا محمد و إن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رمادا , يا محمد أتفرح بأمتك و أنا أخرج سدس أمتك من الإسلام !! .
فقال النبي : يا لعين من جليسك !!
فقال : آكل الربا .
فقال : فمن صديقك !!
فقال : الزاني .
فقال : فمن ضجيعك .
فقال : السكران .
فقال : فمن ضيفك .
فقال : السارق .
فقال : فمن رسولك .
فقال : الساحر .
فقال : فما قرة عينيك.
فقال : الحلف بالطلاق .
فقال : فمن حبيبك .
فقال: تارك صلاة الجمعة .
فقال رسول الله : يا لعين فما يكسر ظهرك .
فقال : صهيل الخيل في سبيل الله .
فقال : فما يذيب جسمك .
فقال : توبة التائب .
فقال : فما ينضج كبدك .
فقال : كثرة الإستغفار لله تعالى بالليل و النهار .
فقال : فما يخزي وجهك .
فقال : صدقة السر .
فقال : فما يطمس عينيك .
فقال: صلاة الفجر .
فقال : فما يقمع رأسك .
فقال : كثرة الصلاة في الجماعة .
فقال : فمن أسعد الناس عندك .
فقال : تارك الصلاة عمدا .
فقال : فما يشغلك عن عملك .
فقال : مجالس العلماء .
فقال : فكيف تأكل .
فقال : بشمالي و بإصبعي .
فقال : فأين تستظل أولادك في وقت الحرور و السموم .
فقال : تحت أظفار الإنسان .
فقال النبي : فكم سألت من ربك حاجة .
فقال : عشرة أشياء .
فقال : فما هي يا لعين .
فقال : سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم و ولدهم فأشركني فيهم و ذلك قوله تعالى " و شاركهم في الأموال و الأولاد و عِدهم و ما يعِدهم الشيطان إلا غرورا " و كل مال لا يذكى فإني آكل منه و آكل من كل طعام خالطه الربا و الحرام , و كل مال لا يتعوذ عليه من الشيطان الرجيم , و كل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعا و مطيعا , و من ركب دابة يسير عليها بغير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعلى " و أجلب عليهم بخيلك و رجلك " و سألته أن يجعل لي بيتا فكان الحمام لي بيتا , و سألته أن يجعل لي مسجدا فكان الأسواق , و سألته أن يجعل لي قرآنا فكان الشعر , فسألتة أن يجعل لي ضجيعا فكان السكران , و سألته أن يجعل لي أعوانا فكان القدرية , فسألته أن يجعل لي إخوانا فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلى قوله تعالى " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " .
فقال النبي: لولا أتيتني بتصديق كل قولٍ بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك .
فقال : يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بني آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت و إن شئت في ساعة واحدة . . فقال الله تعالى لك ما سألت , و أنا أفتخر بذلك إلى يوم القيامة, و إن معي أكثر ممن معك و أكثر ذرية آدم معي إلى يوم القيامة , و أن لي ولدا سميته عتمه يبول في أُذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة , و لولا ذلك ما وجد الناس نوما حتى يؤدوا الصلاة.
و إن لي ولدا سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سرا و أراد أن يكتمها لا يذال تتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثوابا من مائة ثواب .
و إن لي ولدا سميته كحيله وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء و عند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثوابا أبدا .
و ما من إمرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها و شيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين و يقولان لها أخرجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك .
ثم قال : يا محمد ليس لي من الإضلال شئ إنما موسوس و مزين و لو كان الإضلال بيدي ما تركت أحدا على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمدُ رسول الله و لا صائما و لا مصليا , كما أنه ليس لك من الهداية شئ بل أنت رسولٌ و مبلغ , و لو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافرا , و إنما أنت حجت الله تعالى على خلقه و أنا سبب لمن سبقت له الشقاوه , و السعيد من أسعده الله في بطن أٌمه , و الشقي من أشقاه الله في بطن أٌمه .
فقرأ رسول الله قوله تعالى " و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك "
ثم قرأ قوله تعالى " و كان أمر الله قدرا مقدورا "
ثم قال النبي : يا أبا مٌرة هل لك أن تتوب و ترجع إللى الله تعالى و أنا أضمن لك الجنة !!!
1. فقال : يا رسول الله قد قضي الأمر و جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة , فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين و خطيب أهل الجنة فيها و خصَك و أصطفاك , و جعلني سيد الأشقياء و خطيب أهل النار و أنا شقي مطرود , و هذا أخر ما أخبرتك عنه و قد صدقت فيه .
و صلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
الرجاء تمرير هذا الإيميل . . . و لك الأجر إنشاء الله
و سلم و إبليس
الحديث طويل : الرجاء قراءته كله لأنه طويل جدا و مفيد .
"عن معاز بن جبل رضي الله عنة , عن إبن عباس قال : كنا مع رسول الله في بيت رجل من الأنصار ,
في جماعة فنادا منادي : يا أهل المنزل : أتاذنون لي بالدخول و لكم إلي حاجةً !!!!!
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أتعلمون من المنادي !!
فقالوا : الله و رسوله أعلم .
فقال رسول الله : هذا إبايس اللعين لعنه الله تعالى .
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتاذن لي يا رسول الله أن أقتلة !!.
فقال النبي : مهلا يا عمر أما علمت أنه من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم !. لكن أفتحوا له الباب فأنه مأمور , فأفهموا عنه ما يقول وأسمعوا منه ما يحدثكم .
قال أبن عباس رضي الله عنهما : ففتح له الباب فدخل علينا فإذا هو شيخ أعور و في لحيته سبع شعرات كشعر الفرس الكبير , و أنيابه خارجة كأنياب الخنزير و شفتاه كشفتي الثور .
فقال السلام عليك يا محمد : السلم عليكم يا جماعة المسلمين .
فقال النبي : السلام لله يا لعين , قد سمعت حاجتك ما هي , فقال له إبليس : يا محمد ما جئتك أختيارا و لكن جئتك إضطرارا .
فقال النبي : و ما الذي إضطرك يا لعين ,
فقال : أتاني ملك من عند رب العزة فقال إن الله تعلى يأمرك أن تاتي لمحمد و أنت صاغر ذليل متواضع و تخبره كيف مكرك ببني آدم و كيف إغواءك لهم , و تصدقه في إي شيْ يسألك , فوعزتي و جلالي لإن كذبته بكذبة واحده و لم تصدقه لأجعلنك رمادا تذروه الرياح و لأشمتن الأعداء بك , و قد جئتك يا محمد كما أمرت فأسال عما شئت فإن لم أصدقك فيما سألتني عنه شمتت بي الأعداء و ما شيْ أصعب من شماتت الأعداء .
فقال رسول الله : أن كنت صادقا فأخبرني من أبغض الناس إليك !!.
فقال : أنت يا محمد أبغض خلق الله إليِ , و من هو على مثلك .
فقال النبي : ماذا تبغض أيضا!! .
فقال : شاب تقي وهب نفسه لله تعالى .
قال : ثم من !!
فقال : عالم ورع
قال : ثم من !!
فقال : من يدوم على طهارة ثلاثة
قال : ثم من !!
فقال : فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد و لم يشك ضره
فقال : و ما يدريك أنه صبور !!
فقال : يا محمد أذا شكا ضره لمخلوق مثله ثلاث أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين.
فقال : ثم من.
فقال : غني شاكر .
فقال النبي : و ما يدريك أنه شكور !.
فقال : أذا رأيته يأخذ من حله و يضعه في محله .
فقال النبي : كيف يكون حالك أذا قامت أمتي إلى الصلاة.
فقال : يا محمد تلحقني الحمى و الرعده .
فقال : و لم يا لعين .
فقال : أن العبد أذا سجد لله سجدةً رفعه الله درجة .
فقال : فأذا صاموا !.
فقال : أكون مقيدا حتى يفطروا .
فقال : فأذا حجوا !
فقال : أكون مجنونا .
فقال: فأذا قرأوا القرآن !
فقال: أذوب كما يذوب الرصاص على النار .
فقال : فأذا تصدقوا !.
فقال : فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين .
فقال له النبي : و لم ذلك يا أبا مره !!!!.
فقال : أن في الصدقة أربع خصال . . و هي أن الله تعالى ينزل في ماله البركة , وحببه إلى حياته , و يجعل صدقته حجابا بينه و بين النار , و يدفع بها عنه العاهات و البلايا .
فقال له النبي : فما تقول في أبي بكر !
فقال: يا محمد لم يطعني في الجاهلية فكيف يطعني في الإسلام .
فقال : فما تقول في عمر بن الخطاب !.
فقال : و الله ما لقيته إلا و هربت منه .
فقال : فما تقول في عثمان بن عفان !.
فقال: أستحي ممن أستحت منه ملائكة الرحمن .
فقال : فما تقول في علي بن أبي طالب !.
فقال : ليتني سلمت منه رأسا برأس و يتركني و أتركه و لكنه لم يفعل ذلك قط.
فقال رسول الله : الحمد لله الذي أسعد أمتي و أشقاك إلى يوم معلوم .
فقال له إبليس اللعين : هيهات هيهات . . و أين سعادة أمتك و أنا حي لا أموت إلى يوم معلوم !! و كيف تفرح على أمتك و أنا أدخل عليهم في مجاري الدم و اللحم و هم لا يروني , فو الذي خلقني و أنظرني إلى يوم يبعثون لأغوينهم أجمعين . . جاهلهم و عالمهم و أميهم و قارئهم و فاجرهم و عابدهم إلا عباد الله المخلصين .
فقال : و من هم المخلصون عندك !!
فقال : أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم و الدينار ليس بمخلص لله تعالى , و أذا رأيت الرجل لا يحب الدرهم و الدينار و لا يحب المدح و الثناء علمت أنه مخلص لله تعالى فتركته , و أن العبد مادام يحب المال و الثناء و قلبه متعلق بشهوات الدنيا فإنه أطوع مما أصف لكم !! .
أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر يا محمد , أما علمت أن حب الرئاسة من أكبر الكبائر , و إن التكبر من أكبر الكبائر .
يا محمد أما علمت أن لي سبعين ألف ولد ولكل ولد منهم سبعون ألف شيطان فمنهم من قد وكلته بالعلماء و منهم قد وكلته بالشباب ومنهم من وكلته بالمشايخ ومنهم من وكلته بالعجائز , أما الشبان فليس بيننا و بينهم خلاف و أما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاؤا , و منهم من قد وكلته بالعباد و منهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجوهم من حال إلى حال و من باب إلى باب حتى يسبُوهم بسبب من الأسباب فآخذ منهم الإخلاص و هم يعبدون الله تعالى بغير إخلاص و ما يشعرون .
أما علمت يا محمد أن ( برصيص ) الراهب أخلص لله سبعين سنه , كان يعافي بدعوته كل من كان سقيما فلم أتركه حتى زني و قتل و كفر و هو الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بقوله تعالى " كمثل الشيطان أذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال أني برئ منك أني أخاف الله رب العالمين "
أما علمت يا محمد أن الكذب مني و أنا أول من كذب و من كذب فهو صديقي , و من حلف بالله كاذبا فهو حبيبي , أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم و حواء بالله أني لكما لمن الناصحين . . فاليمين الكاذبة سرور قلبي , و الغيبه و النميمة فاكهتي و فرحي , و شهادة الزور قرة عيني و رضاي , و من حلف بالطلاق يوشك أن يأثم و لو كان مرة واحدة و لو كان صادقا , فإنه من عود لسانه بالطلاق حرمت عليه زوجته !!! ثم لا يزالون يتناسلون إلى يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنا فيدخلون النار من أجل كلمه .
يا محمد أن من أمتك من يؤخر الصلاة ساعة فساعة . . كل ما يريد أن يقوم إلى الصلاة لزمته فأوسوس له و أقول له الوقت باقٍ و أنت في شغل , حتى يؤخرها و يصليها في غير وقتها فيضرب بها في وجهه , فإن هو غلبني أرسلت إليه واحده من شياطين الإنس تشغله عن وقتها , فأن غلبني في ذلك تركته حتى أذا كان في الصلاة قلت له أنظر يمينا و شمالا فينظر . . فعند ذلك أمسح بيدي على وجهه و أقبل ما بين عينيه و أقول له قد آتيت ما لا يصح أبدا , و أنت تعلم يا محمد أن أكثر الإلتفات في الصلاة يضرب , فإذا صلى وحده أمرته بالعجله فينقرها كما ينقر الديك الحبة و يبادر بها , فإن قلبني و صلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسة قبل الإمام و أضعه قبل الإمام و أنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته , و يمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة , فإن قلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة , فإن قلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه ( فمه) دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصا في الدنيا و حبا لها و يكون سميعا مطيعا لنا , و أي سعادتا لأمتك و أنا آمر المسكين أن يدع الصلاة و أقول ليس عليك صلاة أنما هي على للذي أنعم الله عليه بالعافية لأن الله تعالى يقول " ولا على المريض حرج " و إذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافرا فإذا مات تاركا للصلاة و هو في مرضه لقي الله تعالى و هو غضبان عليه , يا محمد و إن كنت كذبت أو زغت فأسال الله أن يجعلني رمادا , يا محمد أتفرح بأمتك و أنا أخرج سدس أمتك من الإسلام !! .
فقال النبي : يا لعين من جليسك !!
فقال : آكل الربا .
فقال : فمن صديقك !!
فقال : الزاني .
فقال : فمن ضجيعك .
فقال : السكران .
فقال : فمن ضيفك .
فقال : السارق .
فقال : فمن رسولك .
فقال : الساحر .
فقال : فما قرة عينيك.
فقال : الحلف بالطلاق .
فقال : فمن حبيبك .
فقال: تارك صلاة الجمعة .
فقال رسول الله : يا لعين فما يكسر ظهرك .
فقال : صهيل الخيل في سبيل الله .
فقال : فما يذيب جسمك .
فقال : توبة التائب .
فقال : فما ينضج كبدك .
فقال : كثرة الإستغفار لله تعالى بالليل و النهار .
فقال : فما يخزي وجهك .
فقال : صدقة السر .
فقال : فما يطمس عينيك .
فقال: صلاة الفجر .
فقال : فما يقمع رأسك .
فقال : كثرة الصلاة في الجماعة .
فقال : فمن أسعد الناس عندك .
فقال : تارك الصلاة عمدا .
فقال : فما يشغلك عن عملك .
فقال : مجالس العلماء .
فقال : فكيف تأكل .
فقال : بشمالي و بإصبعي .
فقال : فأين تستظل أولادك في وقت الحرور و السموم .
فقال : تحت أظفار الإنسان .
فقال النبي : فكم سألت من ربك حاجة .
فقال : عشرة أشياء .
فقال : فما هي يا لعين .
فقال : سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم و ولدهم فأشركني فيهم و ذلك قوله تعالى " و شاركهم في الأموال و الأولاد و عِدهم و ما يعِدهم الشيطان إلا غرورا " و كل مال لا يذكى فإني آكل منه و آكل من كل طعام خالطه الربا و الحرام , و كل مال لا يتعوذ عليه من الشيطان الرجيم , و كل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد سامعا و مطيعا , و من ركب دابة يسير عليها بغير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعلى " و أجلب عليهم بخيلك و رجلك " و سألته أن يجعل لي بيتا فكان الحمام لي بيتا , و سألته أن يجعل لي مسجدا فكان الأسواق , و سألته أن يجعل لي قرآنا فكان الشعر , فسألتة أن يجعل لي ضجيعا فكان السكران , و سألته أن يجعل لي أعوانا فكان القدرية , فسألته أن يجعل لي إخوانا فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلى قوله تعالى " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " .
فقال النبي: لولا أتيتني بتصديق كل قولٍ بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك .
فقال : يا محمد سألت الله تعالى أن أرى بني آدم وهم لا يروني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجول بنفسي كيف شئت و إن شئت في ساعة واحدة . . فقال الله تعالى لك ما سألت , و أنا أفتخر بذلك إلى يوم القيامة, و إن معي أكثر ممن معك و أكثر ذرية آدم معي إلى يوم القيامة , و أن لي ولدا سميته عتمه يبول في أُذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة , و لولا ذلك ما وجد الناس نوما حتى يؤدوا الصلاة.
و إن لي ولدا سميته المتقاضي فإذا عمل العبد طاعة سرا و أراد أن يكتمها لا يذال تتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس فيمحوا الله تعالى تسعة وتسعين ثوابا من مائة ثواب .
و إن لي ولدا سميته كحيله وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء و عند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثوابا أبدا .
و ما من إمرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها و شيطان يقعد في حجرها يزينها للناظرين و يقولان لها أخرجي يدك فتخرج يدها ثم تبرز ظفرها فتهتك .
ثم قال : يا محمد ليس لي من الإضلال شئ إنما موسوس و مزين و لو كان الإضلال بيدي ما تركت أحدا على وجه الأرض ممن يقول لا إله إلا الله محمدُ رسول الله و لا صائما و لا مصليا , كما أنه ليس لك من الهداية شئ بل أنت رسولٌ و مبلغ , و لو كانت بيدك ما تركت على وجه الأرض كافرا , و إنما أنت حجت الله تعالى على خلقه و أنا سبب لمن سبقت له الشقاوه , و السعيد من أسعده الله في بطن أٌمه , و الشقي من أشقاه الله في بطن أٌمه .
فقرأ رسول الله قوله تعالى " و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك "
ثم قرأ قوله تعالى " و كان أمر الله قدرا مقدورا "
ثم قال النبي : يا أبا مٌرة هل لك أن تتوب و ترجع إللى الله تعالى و أنا أضمن لك الجنة !!!
1. فقال : يا رسول الله قد قضي الأمر و جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة , فسبحان من جعلك سيد الأنبياء المرسلين و خطيب أهل الجنة فيها و خصَك و أصطفاك , و جعلني سيد الأشقياء و خطيب أهل النار و أنا شقي مطرود , و هذا أخر ما أخبرتك عنه و قد صدقت فيه .
و صلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
الرجاء تمرير هذا الإيميل . . . و لك الأجر إنشاء الله